التوحد في المدرسة: التحديات الخفية داخل أسوار التعليم

التوحد في المدرسة

بالنسبة للأطفال المصابين بالتوحد، قد تبدو المدرسة مكانًا مليئا بالتحديات اليومية التي يصعب تجاوزها دون دعم وتفهّم. من التغييرات المفاجئة في الروتين، إلى ضغوط الامتحانات، ومشاعر العزلة بسبب التنمر، يمكن أن تكون تجربة المدرسة مرهقة جدًا. ومع ذلك، فإن توفير بيئة تعليمية مناسبة وداعمة يمكن أن يصنع فرقًا كبيرًا، ويساعد الطفل المصاب بالتوحد على الازدهار داخل المدرسة.

1. التغيرات في الروتين المدرسي

يعتمد اليوم الدراسي عادة على روتين محدد، ولكن كثيرًا ما تحدث تغييرات مفاجئة دون سابق إنذار، مثل غياب المعلم الأساسي، أو تأخير الحافلة، أو تغيير الجدول بسبب نشاط خاص. هذه التغييرات قد تكون مربكة جدا للأطفال المصابين بالتوحد الذين يشعرون بالأمان ضمن الروتين.

نصيحة: استخدام الوسائل البصرية لشرح التغيرات بشكل مبكر يمكن أن يخفف من القلق ويجعل الانتقال أكثر سلاسة.

2. الامتحانات والضغط النفسي

الامتحانات تشكل تحديًا كبيرًا لطلاب طيف التوحد، ليس فقط بسبب صعوبة الأسئلة، بل أيضًا بسبب تغيير البيئة المحيطة، مثل الإضاءة المختلفة أو الصمت الإجباري أو القاعة غير المألوفة.

طرق الدعم الممكنة:

  • استخدام قصص اجتماعية توضح ما سيحدث خلال الامتحان
  • جدولعية توضح ما سيحدث خلال الامتحان
  • جدول زمني واضح للامتحانات
  • التدرب التدريجي على الأسئلة
  • أخذ فترات راحة قصيرة خلال الامتحان
  • تطبيق تقنيات الاسترخاء الفردية مثل التنفس العميق أو الألعاب الحسية

كما يمكن توفير دعم إضافي مثل وقت إضافي أو قاعة خاصة أو قارئ مساعد، ويُنصح بالتنسيق مع المدرسة مسبقًا.

3. التوحد والتنمر في المدرسة

التوحد والتنمر في المدرسة

الأطفال المصابون بالتوحد يكونون أكثر عرضة للتنمر، مما قد يؤدي إلى شعورهم بالعزلة والانغلاق، خاصةً إذا لم يستطيعوا التعبير عن مشاعرهم بالكلام.

علامات التنمر قد تشمل:

  • تجنب أماكن معينة أو طلاب معينين
  • الانعزال أو التصرف بعدوانية
  • تغيرات مفاجئة في المزاج أو النوم

نصيحة: تواصل مستمر مع الطفل من خلال الحديث أو الكتابة أو استخدام أدوات التعبير البصرية مثل "مناطق التنظيم العاطفي". ولا تتردد في التواصل مع المدرسة لوضع خطة حماية واضحة.

4. تجنب المدرسة لأسباب عاطفية (EBSA)

في بعض الحالات، يصبح الطفل غير قادر على الذهاب إلى المدرسة بسبب أسباب نفسية أو عاطفية عميقة، مثل القلق أو التوتر الناتج عن البيئة المدرسية أو قلة الدعم.

ماذا تفعل؟

  • إجراء تقييم شامل للبيئة المدرسية والبيتية
  • تحديد العوامل المسببة للصعوبات (كالتنمر، أو صعوبة التواصل مع المعلمين)
  • وضع تعديلات تدريجية تساعد الطفل على العودة للتعلم بثقة وأمان

خلاصة

التوحد في المدرسة ليس مجرد تحدٍ أكاديمي، بل هو تجربة حساسة تمس مشاعر الطفل وعلاقته بنفسه وبالآخرين. عندما يفهم الأهل والمعلمون هذه التحديات ويوفرون الدعم المناسب، يمكن للمدرسة أن تتحول من مصدر ضغط إلى مساحة أمل ونمو.

المــــــراجـــــع:

  • التوحد في المدرسة: التحديات والدعم – نصائح لدعم الأطفال المصابين بالتوحد في المدرسة.
رابط المقال
  • التوحد والتنمر في المدارس – كيف يتعامل الأطفال المصابون بالتوحد مع التنمر واستراتيجيات الدعم.
رابط المقال
  • إدارة التغيرات في الروتين المدرسي – نصائح لتسهيل التغيرات اليومية على الأطفال المصابين بالتوحد.
رابط المقال

تعليقات